تقارب مسجد الجوز ومسجد الخريزة من بعضهما يعود الى تلاصق الاحياء قديما حيث لم يكن هناك تنظيم بوضع ارتدادات لأبنية الطين ومع هذا التقارب فإن كل مسجد من هذين المسجدين يؤدي دوره في مرحلة قديمة وبشكل مباشر دون ان يؤثر تقاربهما من بعضهما فكل مسجد له جماعته القريبون منه ولا تزال الفائدة من هذين المسجدين قائمة حيث لا يزال المسجدين «الخريزة« و«الجوز» تؤدى فيهما الصلوات الخمس رغم اقترابهما من بعضهما اضافة الى قربهما من جامع الشيخ ابن عثيمين ولهذا لا يزال هذان المسجدان يحتفظان بدورهما الديني في اداء الصلوات الخمس وغيرها من الصلوات مثل التراويح والتهجد وتذكر بعض المراجع التاريخية ان مسجد الجوز هو الاقدم من حيث البناء والعمارة حيث تمت عمارته عام 1237هـ فيما لم تتضح عمارة مسجد الخريزة بالتحديد لكنه جدد في البناء عام 1337هـ. كما توضح ذلك لوحة من الجص التي وضعت في داخل المسجد. مسجد الجوز يتميز بوجود "سرحة" وهي الساحة الخارجية المحاطة بسور وتكون مكشوفة وكذلك المصباح وهو الجزء المسقوف الذي تؤدى فيه الصلاة في الاوقات المشمسة اثناء الصيف كما يحتوي على "خلوة" وهي المعروفة بإسم "القبو" وتتميز هذه الخلوة ببرودتها صيفا ودفئها وقت الشتاء كما انها عازلة للاصوات والضجيج ومادة بنائها الاساسية هي الطين واللبن والحصى وخشب الاثل وجريد النخيل والخوص كما يدخل "الجص" وهو ينتج محليا لإعطاء لياسة جمالية للواجهات الداخلية والاعمدة ويلاحظ من خلال الزيارة للمسجد ان "الخلوة" المعروفة بالقبو مسقوفة حسب الطابع القديم مستخدما فيها "جذوع الاثل وجريدالنخل والخوص وبها اعمدة اسطوانية عددها 13 عامودا وبها من خلف المصلين نوافذ تسمى باللهجة النجدية "فُرج" عددها خمس بينما المصباح سقف بشكل مغاير بعد الترميم الاخير حيث ان سقفه من الخشب المستورد والخلوة "القبو" والمصباح لا تأخذ شكلا مستطيلا حيث انها مشطوفة من الشمال والجنوب تضيق باتجاه القبلة وتتسع من الخلف والابعاد التقريبية لكل من المصباح والخلوة "القبو" 20*9 أمتار بينما السرحة تقدر بـ12*15 مترا تقريبا وهناك مساحة خاصة لدورات المياه والمئذنة شمال شرق المسجد وقد شهدت عنيزة نموا عمرانيا وكانت الزراعة هي الحرفة الاساسية للسكان وانتشرت واحات النخيل والبساتين وكان لا بد من تشييد المساكن سواء للعاملين او لمالكي هذه البساتين وكان المسجد من اولويات أي تجمع سكاني ولذلك فقد نشأت بيوت سكنية متفرقة ومتباعدة نسبيا ومع التطور والتوسع أزيلت أعداد من المساكن الطينية وبقي مسجد الخريزة محافظا على طرازه المعماري القديم بمئذنته الشامخة والمادة الاساسية كما هي المادة السائدة في بناء المساكن قديما والتي بني منها مسجد الجوز الذي جاء الحديث عنه آنفا وهي مادة الطين واللبن والحصى المهذب واشجار الاثل للاسقف وجريد النخل والخوص كما تدخل مادة الجص البناء كما في مسجد الجوز لاضافة عناصر جمالية للواجهات الداخلية ويتكون مسجد الخريزة من قبو يسمى محليا "الخلوة" على مستوى اقل من سطح الارض ويستفاد من الخلوة "القبو" كما جاء سابقا في مسجد الجوز في الايام الحارة والباردة قبل توفر وسائل التكييف ويتكون المسجد ايضا من "مصباح" مسقوف يتم الدخول اليه عن طريق بابين في الجهتين الشمالية والجنوبية من الساحة الخارجية المكشوفة للمسجد والتي تسمى محليا "سرحة" ويستخدم "المصباح" للصلاة اوقات النهار و"السرحة" تستخدم للصلاة اوقات الليل و"المصباح" بناء مستطيل محمول سقفه على اعمدة حجرية اسطوانية تمت لياستها بواسطة الجص وبها ارفف لحفظ نسخ من القرآن الكريم.
شواهد التاريخ
ولقد بقي مسجد الجوز ومسجد الخريزة رمزين.. يحكيان حقبة زمنية مضت عبر تاريخ طويل مرت بهما مئات السنين وهما شامخان يعلو من منارتيهما صوت الحق حيث مرت المنارتان بأطوار عديدة فقد كان المؤذن يصعد المنارة ويطل من اعلاها ليعلن آذان الصلوات وكان الصعود للمنارتين عبر سلم حلزوني الى ان ينتهي بسطح المنارة حيث يطل على المجتمع المحيط بالمسجد الا ان المؤذن الذي يصعد المنارة بإمكانه مشاهدة المنازل والمساكن لكنه يتسم بالامانة والنزاهة فلا ينظر بعينيه الى مساكن الناس ولهذا كسب ثقة الجميع وبعد التطور الذي جرى على الاذان حيث دخلت مكبرات الصوت لمساجد الطين منذ القدم ولهذا حظي مسجد الجوز ومسجد الخريزة بنصيبهما من مكبرات الصوت التي اصبحت مريحة للمؤذن بدلا من صعود المنارة أولا وثانيا البعد عن كشف منازل ومساكن اذا صعد المنارة.. ان مسجد الجوز ومسجد الخريزة علامتان بارزتان لتاريخ عمارة المساجد في نجد جميعها والتفنن في بنائهما وقد اعطى بناؤهما صورة ناصعة عن البناء والعمارة واهتمام الناس منذ القدم بالمساجد بما يتواءم مع مناسبته لكل زمان ومكان وأضحت عمارة هذين المسجدين شاهدا على فن البناء المعماري لعصور مضت وانقضت لتضاف الى تراث وثقافة مجتمع نجد بصفة عامة ومنطقة القصيم محافظة عنيزة بصفة خاصة وظلت عناصر تكوين المسجد هي السائدة حيث التكوين العام من القبو المعروف بالخلوة و"السرحة" وهو الفناء المكشوف و"المصباح" وهو المكان الذي يعلو بضعة امتار عن منسوب الارض المعتادة وفي الغالب ان هذا "المصباح" هو سقف القبو "الخلوة" ومنه في الغالب يكون مدخل المئذنة "المنارة" وهذا التكوين وان كان هذا التكوين غالبا هو السائد في المساجد جميعها وقد تشكلت بعض المساجد الحديثة البناء حتى المبني منها بالبناء المسلح وإن لم يكن جميعها فهناك بعض المساجد سارت على هذا التكوين بدأ يزول شيئا فشيئا لأن البناء بدأ يتدخل فيه مباشرة لمسات المهندسين الفنية وقد تكون طبيعة الارض لا تتناسب مع هذا التكوين السائد في العمارة الطينية حيث لا يمكن الاستمرار في وضع القبو في المسجد الآن وباتت معظم المساجد الحديثة لا يوجد فيها أقبية حيث توفر التكييف الذي لم يكن موجودا قديما والقبو في البناء الطيني كان باردا صيفا دافئا شتاء ثم ان التسربات المائية مع طبقات الارض قد تفقد للقبو قيمته ومع اختفاء القبو "الخلوة" ألتغى ما يسمى بالمصباح.. اما من حيث تنفيذ بناء المسجد وتكوينه فهو على نظرة اهل الخبرة من المشتغلين بالبناء الطيني وقد تعارف المجتمع على عدد من الاسماء التي تقوم بتنفيذ البناء لكن التاريخ لم يسجل من قام ببناء مسجد الجوز او الخزيزة وهما مجال الحديث لكن التاريخ احتفظ بأسماء من قاموا ببناء مئذنة جامع الشيخ ابن عثيمين الطينية وهناك اشارات الى بعض الاسماء تمت الاشارة اليها عند الحديث عن المئذنة في الحلقة السابقة..
ازالة الطينية
ومع التطور العمراني الذي شهدته محافظة عنيزة كما هو في باقي مدن ومحافظات بلادنا العزيزة فقد تمت ازالة العديد من المساجد الطينية وحلت محلها مساجد تم بناؤها وتشييدها بالطراز الحديث واختفت معها العديد من التكوين الذي تقوم عليه تلك المساجد ويرى المؤرخون ان بقاء مسجد الجوز ومسجد الخزيزة على وضعهما الحالي كما هو منذ القديم ضرورة ملحة لنقل ثقافة مجتمع المنطقة الذي اسس لمثل هذه الابنية في زمن افتقدنا لمسات الهندسة ومع ذلك استطاع الجيل السابق ان يؤسس لعمارة المسكن والمسجد وكان اهل الخبرة هم من يستطيع ان يخطط وينفذ للبناء والعمارة ثم وضعوا بخبراتهم اللمسات الجمالية بالمواد المحلية المتوفرة وحسب الامكانات المتاحة التي يمكن جلبها وتأمينها محليا.. ان بقاء مسجد الجوز ومسجد الخريزة عبر مئات السنين التي مضت يشعر المجتمع بهما بالحنين والشوق الى تاريخ ذلك المجتمع وماضيه العريق بما تحمله صورة هذين المسجدين من فنون العمارة القديمة ولا من حيث حرص المجتمع على الاهتمام بالمساجد حيث هي اماكن العبادة وأداء الصلوات الخمس ومهما يكن من فنون العمارة الحديثة وتصميمها فإن تلك المساجد بطرازها القديم تبقى تشعرك وتشعر المهتمين بتاريخ فنون العمارة الجميلة وبساطتها وعفويتها والجميل في ذلك وجود معالم تؤرخ للمسجدين حيث تتوفر في أحد المسجدين تشير لتاريخ عمارته.. ويبقى المسجدان شاهدين على قدرة المجتمع البسيط وبإمكاناته العفوية ان يقدم عملا متميزا يؤدي من خلاله دوره عبر مسيرة الحياة وهذان المسجدان يعتبران شاهدي الحال على العمارة في الماضي، فقد برع المجتمع بأبنائه في اقامة المسجدين وانشائهما ولم يكن للتدخل الهندسي دور فيه ومع هذا وذاك ظل المسجدان عبر مئات السنوات شاهقين وشامخين لم تغيرهما عوامل التعرية واحتفظا بأداء دورهما الكبير ومن هنا يتضح ان البناء الطيني وان كان قديما فإن له مميزات كثيرة منه انه عازل للبرودة والحرارة ويضفي نكهة مميزة على انشراح النفس حتى وإن لم يكن هناك وسائل تكييف وعندما يأتي الناس للصلاة في المسجدين فإنهم يشعرون بعبق التاريخ على الرغم من قدمه.. بقي ان نشير الى ان المسجدين علامة تراثية تاريخية تحكي مرحلة تاريخ عاشتها محافظة عنيزة.
شواهد التاريخ
ولقد بقي مسجد الجوز ومسجد الخريزة رمزين.. يحكيان حقبة زمنية مضت عبر تاريخ طويل مرت بهما مئات السنين وهما شامخان يعلو من منارتيهما صوت الحق حيث مرت المنارتان بأطوار عديدة فقد كان المؤذن يصعد المنارة ويطل من اعلاها ليعلن آذان الصلوات وكان الصعود للمنارتين عبر سلم حلزوني الى ان ينتهي بسطح المنارة حيث يطل على المجتمع المحيط بالمسجد الا ان المؤذن الذي يصعد المنارة بإمكانه مشاهدة المنازل والمساكن لكنه يتسم بالامانة والنزاهة فلا ينظر بعينيه الى مساكن الناس ولهذا كسب ثقة الجميع وبعد التطور الذي جرى على الاذان حيث دخلت مكبرات الصوت لمساجد الطين منذ القدم ولهذا حظي مسجد الجوز ومسجد الخريزة بنصيبهما من مكبرات الصوت التي اصبحت مريحة للمؤذن بدلا من صعود المنارة أولا وثانيا البعد عن كشف منازل ومساكن اذا صعد المنارة.. ان مسجد الجوز ومسجد الخريزة علامتان بارزتان لتاريخ عمارة المساجد في نجد جميعها والتفنن في بنائهما وقد اعطى بناؤهما صورة ناصعة عن البناء والعمارة واهتمام الناس منذ القدم بالمساجد بما يتواءم مع مناسبته لكل زمان ومكان وأضحت عمارة هذين المسجدين شاهدا على فن البناء المعماري لعصور مضت وانقضت لتضاف الى تراث وثقافة مجتمع نجد بصفة عامة ومنطقة القصيم محافظة عنيزة بصفة خاصة وظلت عناصر تكوين المسجد هي السائدة حيث التكوين العام من القبو المعروف بالخلوة و"السرحة" وهو الفناء المكشوف و"المصباح" وهو المكان الذي يعلو بضعة امتار عن منسوب الارض المعتادة وفي الغالب ان هذا "المصباح" هو سقف القبو "الخلوة" ومنه في الغالب يكون مدخل المئذنة "المنارة" وهذا التكوين وان كان هذا التكوين غالبا هو السائد في المساجد جميعها وقد تشكلت بعض المساجد الحديثة البناء حتى المبني منها بالبناء المسلح وإن لم يكن جميعها فهناك بعض المساجد سارت على هذا التكوين بدأ يزول شيئا فشيئا لأن البناء بدأ يتدخل فيه مباشرة لمسات المهندسين الفنية وقد تكون طبيعة الارض لا تتناسب مع هذا التكوين السائد في العمارة الطينية حيث لا يمكن الاستمرار في وضع القبو في المسجد الآن وباتت معظم المساجد الحديثة لا يوجد فيها أقبية حيث توفر التكييف الذي لم يكن موجودا قديما والقبو في البناء الطيني كان باردا صيفا دافئا شتاء ثم ان التسربات المائية مع طبقات الارض قد تفقد للقبو قيمته ومع اختفاء القبو "الخلوة" ألتغى ما يسمى بالمصباح.. اما من حيث تنفيذ بناء المسجد وتكوينه فهو على نظرة اهل الخبرة من المشتغلين بالبناء الطيني وقد تعارف المجتمع على عدد من الاسماء التي تقوم بتنفيذ البناء لكن التاريخ لم يسجل من قام ببناء مسجد الجوز او الخزيزة وهما مجال الحديث لكن التاريخ احتفظ بأسماء من قاموا ببناء مئذنة جامع الشيخ ابن عثيمين الطينية وهناك اشارات الى بعض الاسماء تمت الاشارة اليها عند الحديث عن المئذنة في الحلقة السابقة..
ازالة الطينية
ومع التطور العمراني الذي شهدته محافظة عنيزة كما هو في باقي مدن ومحافظات بلادنا العزيزة فقد تمت ازالة العديد من المساجد الطينية وحلت محلها مساجد تم بناؤها وتشييدها بالطراز الحديث واختفت معها العديد من التكوين الذي تقوم عليه تلك المساجد ويرى المؤرخون ان بقاء مسجد الجوز ومسجد الخزيزة على وضعهما الحالي كما هو منذ القديم ضرورة ملحة لنقل ثقافة مجتمع المنطقة الذي اسس لمثل هذه الابنية في زمن افتقدنا لمسات الهندسة ومع ذلك استطاع الجيل السابق ان يؤسس لعمارة المسكن والمسجد وكان اهل الخبرة هم من يستطيع ان يخطط وينفذ للبناء والعمارة ثم وضعوا بخبراتهم اللمسات الجمالية بالمواد المحلية المتوفرة وحسب الامكانات المتاحة التي يمكن جلبها وتأمينها محليا.. ان بقاء مسجد الجوز ومسجد الخريزة عبر مئات السنين التي مضت يشعر المجتمع بهما بالحنين والشوق الى تاريخ ذلك المجتمع وماضيه العريق بما تحمله صورة هذين المسجدين من فنون العمارة القديمة ولا من حيث حرص المجتمع على الاهتمام بالمساجد حيث هي اماكن العبادة وأداء الصلوات الخمس ومهما يكن من فنون العمارة الحديثة وتصميمها فإن تلك المساجد بطرازها القديم تبقى تشعرك وتشعر المهتمين بتاريخ فنون العمارة الجميلة وبساطتها وعفويتها والجميل في ذلك وجود معالم تؤرخ للمسجدين حيث تتوفر في أحد المسجدين تشير لتاريخ عمارته.. ويبقى المسجدان شاهدين على قدرة المجتمع البسيط وبإمكاناته العفوية ان يقدم عملا متميزا يؤدي من خلاله دوره عبر مسيرة الحياة وهذان المسجدان يعتبران شاهدي الحال على العمارة في الماضي، فقد برع المجتمع بأبنائه في اقامة المسجدين وانشائهما ولم يكن للتدخل الهندسي دور فيه ومع هذا وذاك ظل المسجدان عبر مئات السنوات شاهقين وشامخين لم تغيرهما عوامل التعرية واحتفظا بأداء دورهما الكبير ومن هنا يتضح ان البناء الطيني وان كان قديما فإن له مميزات كثيرة منه انه عازل للبرودة والحرارة ويضفي نكهة مميزة على انشراح النفس حتى وإن لم يكن هناك وسائل تكييف وعندما يأتي الناس للصلاة في المسجدين فإنهم يشعرون بعبق التاريخ على الرغم من قدمه.. بقي ان نشير الى ان المسجدين علامة تراثية تاريخية تحكي مرحلة تاريخ عاشتها محافظة عنيزة.